آفةُ ٱلآفات، ومعضلةُ ٱلمُعضِلات، ومُنَكِّسَةُ رايةِ ٱلأفرادِ وٱلمُجتمعات: تبريرُ ٱلخطإِ بفعلِ أكثرِ ٱلنَّاسِ.
إذا قلتَ لأحدِهم: لا تكذِبْ، قال لك: أكثر ٱلنّاس يكذبون.. وإذا طلبتَ إليه أن يكونَ أمينًا رَفَضَ مُستنكِرًا: أكثرُ ٱلنَّاسِ خائنون..! وإذا ذَكَرْتَ له خطورةَ مخالفةِ قوانين ٱلسَّيْرِ رَدَّ بسرعةٍ: أكثرُ ٱلنَّاسِ يُخالفون!
يا صاحِبي، ماذا لو أنَّ أكثرَ ٱلنَّاسِ ٱنتخبوا ٱلمُرَشَّحَ ٱلَّذي تراهُ فاسِدًا مُفْسِدًا، أَفَـتَـنْـتَـخِـبُـهُ وتُعْرِضُ عن ٱلمُصلِحين؟!
يا عزيزي، ماذا لو أنَّ أكثرَ ٱلنَّاسِ حولكَ قرَّرُوا هَدْمَ بـيـتِـكَ ليجعلوا مكانَهُ مرأبًا للسّيّارات، أَكُنْتَ هَادِمَهُ معهُم؟!
أخي ٱلكريم، لا تسمحْ لنفسِكَ أن تستصغِرَ عقلَكَ فتخدعكَ هذهِ ٱلخدعةَ ٱلَّتي ينخدعُ بها أكثرُ ٱلنَّاس!
كُن أذكى من ذلك! نعم! كُن أذكى مِن أن تعتقدَ أنَّ معيارَ ٱلصَّوابِ وٱلخَطَإِ فِعْلُ أكثرِ ٱلنّاسِ! وٱلسَّلام.
