وقفة..
يا من ينشر الأغاني المحرّمة والصور المحرّمة وغيرهما مما يعين على الإثم، أما قرأت قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]؟
أما قرأت قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا)) رواه مسلم.
فاتّقِ الله أخي واتّقي الله أختي، واحذروا السّيئات الجارية، واعلم أنّك عندما تشارك "share" أغنية، على صفحتك في موقع "فيس بوك" أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعيّ، وكان عندك مئة صديق مثلًا، فإنه قد يراها منهم عشرون، وقد يشاركها ثلاثة من هؤلاء العشرين، وعندها ستظهر عند أصدقائهم، ثمّ قد يشاركها اثنان أو ثلاثة أو أربعة من أصدقاء كلّ واحد من هؤلاء الثلاثة، وهكذا، حتّى تصل إلى المئات أو الآلاف، بل قد تصل إلى الملايين، وأنت لا تدري أنّ هذا كلّه بسبب مشاركتك لها! ولعلّك تقول في نفسك الآن: إن كانت هده الأغنية ستصل إلى الملايين بساعاتٍ معدودة كما سبق، فما بالنا بالسنوات؟ ماذا سيحصل بعد سنة أو سنتين أو 3 أو 10؟! وماذا سيكون مصير هذه الأغنية بعد موتنا؟! نعم بعد موتنا؟! قد تبقى تنتشر انتشارًا لا يعلم مداه إلا الله! وما الذي تجنيه أنت من مشاركتها أخي الكريم / أختي الكريمة؟! الإجابة في الحديث السّابق... وهنا ضربت الأغنية مثلًا، وقِس عليه ما تنشره بعض الأخوات من صورٍ لها، وتعرض مفاتنها، أو ما يُنشر من صور المطربات والمتبرّجات، أو أيّ دعوة إلى ضلالة.. ومن ينشر منشوراتٍ كهذه، لو تفكّر جيّدًا في الحديث السّابق والآية السابقة، لأعرض عما بدا منه... فهذه نصيحة إخوتي الكرام وأخواتي الكريمات إلى التّوبة، وإلى مراجعة صفحاتكم الشّخصيّة وما نُشر فيها، وحذف ما كان فيه إثم أو دعوة إلى ضلالة، ولو كلّفكم ذلك ساعة أو ساعتين أو يومًا أو يومين أو شهرًا أو أقلّ أو أكثر، ولا شكّ أنّ هذا يبقى أسهل بكثير من سيئات جارية لا نعلم متى تتوقّف!
